رسالة على
المعبر:
رحلت بصمت!
صمت رهيب أزعجتني هدأته وبرغم كل الدموع
الهاربة
رغما عني
وبرغم كل الشظايا التي انزرعت في قلبي من وهم حب لست أعرف أوله ولست أعرف متى لفظ أنفاسه الأخيرة حاولت وللمرة
الاخيرة أن أنتشل ما تبقى من حطامه إنما أنت الذي أغلقت في وجهي الدروب ورحلت......
لم يكن حبا
........لم يكن عشقا .........لم يكن شيئا مما عرفت أو سمعت أو قرأت, كان الجنون
في أقصى درجاته, كان الامل الغريب القريب في إنطواءاته , كان خيطا تمسكت به لينشل
القلب الحزين إذ به خيط هواء فهويت من أعالي النجم الى سابع أرضين, وصار الكلام
الحلو سيلا عارما هد احلامي الصغار وانتفيت من أقاصيص السعادة هاربا من لوم ليس يعرف رحمة بي ولا رأفة بأشلائي المتناثرة
كحروف قصيدة أعجمية في كتاب ألف ليلة وليلة .
وكأن كثرة
الراحلين في حياتي أجبرتني الرحيل ,ما تعلمت غير عبارات الوداع وما حلمت سوى بأسراب
الجياع , كان ألم مدينتي يهزني رغم ألمي , لذلك كان دمعي يسبق الكلمات دوما معك , كم
زجرتني وسألتني ولم البكاء حبيبتي؟ ونحن في قلب السعادة تحضننا! ما استطعت أن تفهمني ,لست ألومك أبدا ! أنا كنت جدا غريبة لأني ولدت
غريبة وانتهيت غريبة ,في هذا العالم
الصاخب من حولي كنت بعيدة عن الجميع مهما حاولت الاقتراب منهم ما استطعت كنت أبتعد
أكثر فأكثر .
انتهى كل
الماضي والحاضر والمستقبل ,وددت لو تذكروني قصيدة,ليس أكثر .........
لو تذكروا
أن في مكان ما من هذا العالم كان هناك طفلة بملامح فتاة العشرين,كبائعة الكبريت
لكن لم تجد أعواد الثقاب لتستدفئ بها ولو للحظة , رحلت في صمت رهيب .
ليس جميلا
بذاك القدر ان تكتب انت النهايه ,رغما عنك أن ترحل ولم يزل من عطر أنفاس الاحبة
ريح مسك لم يزل,أتعرفون أحدا ما في مكان ما حاول العيش موتا؟!أو حاول الإبحار برا
ليصطاد بعض السلمون كي يعيش لحظة؟ ! أنا لم يعد يخيفني الماضي لا ولم يعد يفرحني
حلم المستقبل!فالماضي والحاضر بالنسبة لي اليوم سيان والفرح والحزن سواء والعدو
والصديق لا فرق بينها سوى الاسماء........الكل سواء.......عندي سواء.
لم يكن بعد
المسافة عائقا لطوفان من المشاعر قد حملته,لا.......ولم يكن مستحيلا لقلبي أن يبحر
سبعة بحار إليك, لم يكن ذلك الجندي الذي لم يتعدى العشرين عند معبر إيريزوهو مدجج
بالسلاح ليهز حلم اللقاء الذي رسمته أو يخيف طيور الحب التي عبرته دون استئذان
منه,
لست أفهم
أن المسافات قد تقتل الآمال ,لست أؤمن أن من يحب يمكن أن يخون ,آه لوأنك عرفت ما
حملت لك في هذا القلب الصغير الكبير ,آه لو عرفت كم أحببتك فقط؟ لما احتجت أن أكتب
أي كلمة مما كتبت ,ولما احتجت أن اتصل بك مئة مرة لأشرح لك سوء فهمك للرسالة
اياها,ولما احتجت أن أتوسلك كي تسمعني صوتك لآخر مرة ,لو عرفت كم أحببتك لما
جرحت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!